كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



418- الحَدِيث الْعشْرُونَ:
عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لي موَالِي من يهود كثيرا عَددهمْ فَإِنِّي أَبْرَأ إِلَى الله وَرَسُوله من ولايتهم وَأُوَالِي الله وَرَسُوله فَقَالَ عبد الله بن أبي إِنِّي رجل أَخَاف الدَّوَائِر لَا أَبْرَأ من ولَايَة موَالِي وهم يهود بني قينقاع.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل حَدثنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن عَطِيَّة قَالَ جَاءَ رجل يُقَال لَهُ عبَادَة بن الصَّامِت فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي لي موَالٍ من الْيَهُود كثير عَددهمْ حَاضر نَصرهم وَأَنا أَبْرَأ إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله من ولَايَة يهود فَأنْزل الله فِي عبَادَة إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الْآيَة إِلَى قَوْله بِأَنَّهُم قوم لَا يفقهُونَ انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو كريب ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس بِهِ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَزَاد فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعبد الله بن أبي يَا أَبَا الْحباب مَا نحلت بِهِ من ولَايَة يهود عَلَى عبَادَة بن الصَّامِت فَهُوَ لَك دونه قَالَ قد قبلته فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعضهم أَوْلِيَاء بَعْص الْآيَة.
وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته أخبرنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي أبي إِسْحَاق بن يسَار عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَزَاد فِيهِ قَالَ وَفِيه وَفِي عبد الله بن أبي نزلت هَذِه الْقِصَّة من الْمَائِدَة يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء الْآيَة إِلَى آخرهَا.
419- الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَن أهل الرِّدَّة كَانُوا إِحْدَى عشرَة فرقة ثَلَاثَة فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني مُدْلِج وَرَئِيسهمْ ذُو الْخمار وَهُوَ الْأسود الْعَنسِي وَكَانَ كَاهِنًا تنبأ بِالْيمن وَاسْتَوْلَى عَلَى بِلَاده وَأخرج عُمَّال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكتب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى معَاذ بن جبل وَإِلَى سَادَات الْيمن فَأَهْلَكَهُ الله عَلَى يَدي فَيْرُوز الديلمي بَيته فَقتله وَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقتْله لَيْلَة قتل فسر الْمُسلمُونَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْغَد فِي آخر شهر ربيع الأول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقتْله لَيْلَة قتل فسر الْمُسلمُونَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْغَد فِي آخر شهر ربيع الأول.
وَبَنُو حنيفَة قوم مُسَيْلمَة تنبأ وَكتب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مُسَيْلمَة رَسُول الله إِلَى مُحَمَّد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما بعد فَإِن الأَرْض نصفهَا لي وَنِصْفهَا لَك فَأجَاب من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَإِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين فحاربه أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه والمسلمون وَقتل عَلَى يَدي وَحشِي قَاتل حَمْزَة وَكَانَ يَقُول قتلت خير النَّاس فِي الْجَاهِلِيَّة وَشر النَّاس فِي الْإِسْلَام يُرِيد فِي جاهليتي وَإِسْلَامِيٌّ.
وَبَنُو أَسد قوم طليحة بن خويلد تنبأ فَبعث إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَالِدا فَانْهَزَمَ بعد الْقِتَال إِلَى الشَّام ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه.
وَسبع فِي عهد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَزَارَة قوم عُيَيْنَة بن حصن وغَطَفَان قوم قُرَّة بن سَلمَة الْقشيرِي وَبَنُو سليم قوم الْفُجَاءَة ابْن عبد يَا ليل وَبَنُو يَرْبُوع قوم مَالك بن نُوَيْرَة وَبَعض تَمِيم قوم سجَاح بنت الْمُنْذر المتنبئة الَّتِي زوجت نَفسهَا مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَكِنْدَة قوم الْأَشْعَث بن قيس وَبَنُو بكر بن وَائِل بِالْبَحْرَيْنِ قوم الحطم بن زيد وَكَفَى الله أَمرهم عَلَى يَد أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
وَفرْقَة وَاحِدَة فِي عهد عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه غَسَّان قوم جبلة بن الْأَيْهَم نصرته اللَّطْمَة وَسيرَته إِلَى بِلَاد الرّوم بعد إِسْلَامه.
420- قَوْله: رُوِيَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن سَائِلًا سَأَلَهُ وَهُوَ رَاكِع فِي صلَاته فَطرح لَهُ خَاتمه كَأَنَّهُ كَانَ مزجا فِي خِنْصره فَلم يتَكَلَّف لِخَلْعِهِ كَبِير عمل يفْسد بِمثلِهِ صلَاته فَنزلت.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي كِتَابه عُلُوم الحَدِيث من حَدِيث عِيسَى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عَلّي بن أبي طَالب ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَسْجِد وَالنَّاس يصلونَ بَين قَائِم وَرَاكِع وَسَاجِد وَإِذا سَائل فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا سَائل أَعْطَاك أحد شَيْئا قَالَ لَا إِلَّا هَذَا الرَّاكِع يَعْنِي عليا أَعْطَانِي خَاتمًا انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو سعيد الْأَشَج ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن أَبُو نعيم الْأَحول ثَنَا مُوسَى بن قيس الْحَضْرَمِيّ عَن سَلمَة بن كهيل قَالَ تصدق عَلّي بِخَاتمِهِ وَهُوَ رَاكِع فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ انْتَهَى.
وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي سِنَان عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عَلّي بن أبي طَالب قَائِما يُصَلِّي فَمر سَائل وَهُوَ رَاكِع فَأعْطَاهُ خَاتمه فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله... الْآيَة وَفِيه انْقِطَاع فَإِن الضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس.
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ ثَنَا خَالِد بن يزِيد الْعمريّ ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن بْن عَلّي عَن الْحُسَيْن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمار بن يَاسر يَقُول وقف بعلي سَائل وَهُوَ وَاقِف فِي صَلَاة تطوع فَنزع خَاتمه فَأعْطَاهُ السَّائِل فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعلمهُ ذَلِك فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله... الْآيَة فقرأها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه ثمَّ قَالَ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَاده.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط إِلَّا أَنه قَالَ إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن عَن الْحسن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمارا... فَذكره.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي ذَر قَالَ صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا من الْأَيَّام صَلَاة الظّهْر فَسَأَلَ سَائل فِي الْمَسْجِد فَلم يُعْطه أحد شَيْئا فَرفع السَّائِل يَده وَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي سَأَلت فِي مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يُعْطِنِي أحد شَيْئا وَكَانَ عَلّي رَاكِعا فَأَوْمَى إِلَيْهِ بِخِنْصرِهِ الْيَمين وَكَانَ يخْتم فِيهَا فَأقبل السَّائِل حَتَّى أَخذ الْخَاتم فِي خِنْصره وَذَلِكَ بِعَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ... وَذكر فِيهِ قصَّة وَلَيْسَ فِي لفظ أحد مِنْهُم أَنه خلعه وَهُوَ فِي الصَّلَاة كَمَا فِي لفظ المُصَنّف.
421- قَوْله: رُوِيَ أَن رجلا من النَّصَارَى بِالْمَدِينَةِ كَانَ إِذا سمع الْمُؤَذّن يَقُول أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ حرق الْكَاذِب فَدخلت خادمه بِنَار ذَات لَيْلَة وَهُوَ نَائِم فَتَطَايَرَتْ مِنْهَا شرارة فِي الْبَيْت فَاحْتَرَقَ الْبَيْت وَاحْتَرَقَ هُوَ وَأَهله.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة اتَّخَذُوهَا هزوا}.
وَلَعِبًا) قَالَ كَانَ رجل من النَّصَارَى بِالْمَدِينَةِ... إِلَى آخِره.
422- الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَنه لما نزلت فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَشَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَقَالَ قوم هَذَا.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث شُعْبَة عَن سماك بن حَرْب عَن عِيَاض بن عَمْرو الْأَشْعَرِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هم قوم هَذَا أَومَى بِيَدِهِ إِلَى أبي مُوسَى انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي رِسَالَة الْأَشْعَرِيّ وَهِي جُزْء حَدِيثي.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود عَن سماك عَن عِيَاض عَن أبي مُوسَى قَالَ تَلَوت عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هم قَوْمك يَا أَبَا مُوسَى أهل الْيمن انْتَهَى.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله فِيهِ اخْتِلَاف فَفِي بَعْضهَا عَن عِيَاض عَن أبي مُوسَى وَفِي بَعْضهَا عَن عِيَاض أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ... انْتَهَى.
423- الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَنْهُم يَعْنِي قَوْله تَعَالَى: {فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فَضرب عَلَى عاتق سلمَان وَقَالَ هَذَا وذووه ثمَّ قَالَ لَو كَانَ الْإِيمَان مُعَلّقا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجال من أَبنَاء فَارس.
قلت غَرِيب وَهَذَا فِي غير هَذِه الْآيَة فروَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي الْغَيْث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة إِلَى قَوْله وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم فَقيل من هم يَا رَسُول الله فَلم يُرَاجِعهُ حَتَّى سَأَلَ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث وَفينَا سلمَان الْفَارِسِي فَوضع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَده عَلَى سلمَان ثمَّ قَالَ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجال من هَؤُلَاءِ.
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا قَوْله تَعَالَى فِي آخر سُورَة الْقِتَال: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ} وَكَانَ سلمَان إِلَى جنبه قَالَ فَضرب عَلَى فَخذ سلمَان وَقَالَ هَذَا وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لتنَاوله رجال من أَبنَاء فَارس انْتَهَى.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي هَذِه الْآيَة حَدِيث أبي مُوسَى الْمُتَقَدّم من طرق وَلم يذكر حَدِيث سلمَان أصلا وَكَأن المُصَنّف وهم وَالله أعلم.
424- الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَن نَفرا من الْيَهُود أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلُوهُ عَمَّن يُؤمن بِهِ من الرُّسُل فَقَالَ أومن بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل... إِلَى قَوْله وَنحن لَهُ مُسلمُونَ فَقَالُوا حِين سمعُوا ذكر عِيسَى مَا نعلم أهل دين أقل حظا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مِنْكُم وَلَا دينا شرا من دينكُمْ فَنزلت.
قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب وهناد بن السّري قَالَا ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد ابْن ثَابت حَدثنِي سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نفر من يهود فيهم أَبُو يَاسر بن خطب وَرَافِع بن أبي رَافع وعازورا وآزار ابْن أبي آزَار وَأشيع فَسَأَلُوهُ عَمَّن يُؤمن بِهِ من الرُّسُل فَقَالَ أُؤْمِن بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل إِلَى إِبْرَاهِيم إِلَى آخر الْآيَة فَلَمَّا ذكر عِيسَى جَحَدُوا نبوته وَقَالُوالآنؤمن بِعِيسَى وَلَا نؤمن بِمن آمن بِهِ فَأنْزل الله تَعَالَى قل يأهل الْكتاب هَل تَنْقِمُونَ منا إِلَّا أَن آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا وَمَا أنزل من قبل وَأَن أَكْثَرَكُم فَاسِقُونَ انْتَهَى.
وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس من قَوْله بِلَفْظ المُصَنّف وَكَذَلِكَ فِي تَفْسِيره الْوَسِيط.
425- الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ بَعَثَنِي الله بِرِسَالَاتِهِ فضقت بهَا ذرعا فَأَوْحَى الله إِلَيّ إِن لم تبلغ رسَالَاتي عَذَّبْتُك وَضمن لي الْعِصْمَة فَقَوِيت.
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا كُلْثُوم بن مُحَمَّد بن أبي سِدْرَة ثَنَا عَطاء بن أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله أَرْسلنِي برسالته فضقت بهَا ذرعا وَعلمت أَن النَّاس مُكَذِّبِي فأوعدني أَن أبلغهَا أَو يُعَذِّبنِي انْتَهَى.
وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن الْحسن عَن النَّبِي مُرْسلا من غير سَنَد وَكَذَلِكَ فعل فِي تَفْسِيره الْوَسِيط.